الشريط الاخباري
- المدير العام ( المفوض ) .. عماد شاهين
- يمكنك الاعتماد على وكالة العراب الاخبارية في مسألتي الحقيقة والشفافية
- رئيس التحرير المسؤول .. فايز الأجراشي
- نتقبل شكواكم و ملاحظاتكم على واتس أب و تلفون 0799545577
د. نضال المجالي يكتب: جولات السفير الأمريكي … حملة تسويق للأردن مجانية!
-
من يتابع جولات السفير الأمريكي في الأردن يلاحظ بسرعة أن ما يفعله يتجاوز ايجابياً حدود البروتوكول الدبلوماسي التقليدي، بما يمثله شخصيا ودولته من مكانة دولية، ليصل إلى مساحة أشبه بحملة ترويجية واسعة للأردن، لكن دون شعار رسمي أو ميزانيات، ودون اجتماعات طويلة مع شركات تسويق عالمية. كل زيارة، كل مشهد، وكل صورة يلتقطها في مدينة أو بلدة أو موقع تراثي، بغض النظر عن مناسبة الزيارة، تتحول فوراً إلى محتوى عالمي يعيد وضع الأردن على خريطة السياحة، خصوصاً بعد فترة صعبة شهدت تراجعاً في الحركة السياحية نتيجة التوترات الجيوسياسية وتوقف حركة الطيران في بعض الأحيان، أو اعتراض صواريخ فوق سمائنا. ورغم هذه الظروف، بقي الأردن آمنا واستمر ثابتاً بسلامة النقل، وكرم الضيافة، وصور الاستقبال المحبة التي تُعد أهم ما يميز بلدنا أمام العالم.
أجمل ما تعكسه هذه الجولات هو تلك القاعدة الأردنية العميقة: لا خلط بين السياسة وإكرام الضيف. يستطيع الأردني أن يختلف سياسياً، ينتقد، يعترض، يناقش، لكنه في اللحظة التي يصل فيها ضيف إلى بلده يتحول إلى صاحب بيت حقيقي. هذه ليست صورة جديدة، بل إرث اجتماعي متجذر. والسفير، بذكاء لافت، التقط هذه الروح وبنى عليها، فكان ضيفاً مرحّباً به في كل مكان ومناسبة يمرّ بها.
ما يقوم به السفير اليوم هو بوضوح أقوى حملة تسويق للأردن منذ سنوات. تستحق الاهتمام والاستفادة منها وعدم الاكتراث والجر نحو فئة قليلة جداً من الهرج والاعتراض التي تظهر على هامش المشهد فهي لا تمثل رأياً عاماً، ولا تغيّر من حقيقة أن ما يجري يعيد الثقة بسلامة الأردن، ويقدّم للعالم محتوى إيجابياً اقوى من كل بيان صدر بسلامة وجاهزية الاستقبال بعد ان طال غيابه. ولعلّ الطرافة أن بعض من يكثرون الكلام لم ينجحوا حتى في ارتداء الشماغ الأردني بنصف الهيبة التي ظهر بها السفير نفسه!
شخصياً، أدعو السفير لزيارة كل ما في هذا البلد من جمال: أن يركب تلفريك عجلون فوق غاباتها، وأن يقف في معصرة الزيتون في الكفارات ليرى كيف تتحول شجرة مباركة إلى زينة موائد العالم. أدعوه ليشرب فنجان قهوة عربية على إطلالة قلعة الكرك، حيث التاريخ لا يزال واقفاً بصلابته الأولى، ولجولة ليلية في ضانا لمراقبة طائر البومة الأبيض الذي لا يمنح سره إلا لمن ينام تحت نجومها. وليخوض غطسة في موقع حطام السفينة في محمية العقبة البحرية، حيث البحر نفسه يروي حكايات قديمة وحديثة، وليزور رم على متن حافلة جت اليومية فالنقل العام نحوها مميز وآمن وبجودة عالية وليصل في كنيسة في مادبا ويرى فسيفسائها.
وأهلاً به دائماً في عمان، وادعوه لجلسة على ترس بيتي، في إطلالة على مسجد الملك حسين وحدائق الحسين مركز الأعمال… ليعرف كما يعرف الجميع أن الأردن بلد سلام، وناس طيبون صادقون، ووجه وجهة عالمية مضيئة مهما كثرت غيوم المنطقة من حوله.
هذه الجولات ليست مجرد زيارات؛ إنها اعتراف عالمي جديد بأن الأردن يستحق أن يُرى… وأن يُحب. فاهلا بك هولتسنايدر وانتظرك في بيتي!
الأكثر قراءة